الإصلاح والثقافة
لم نذهب بعيدا عن الحقيقة عندما أشرنا إلى أهمية عوامل الثقافة في توجيه أو تعطيل عملية الإصلاح السياسي والإقتصادي في البلدان العربية وربما يمكن للمرء أن يزعم بأن هذه العوامل هي الأساسية والمحركة لعناصر الإصلاح وغني عن البيان أن الواقع الثقافي في العالم العربي مازال مثبطا ومعطلا لعمليات التغيير والإصلاح وهناك عوامل عدة لهذا الواقع المرير .
وقد نتج عنه تراجع أكيد في الحياة الثقافية وغني عن البيان أن المجتمعات العربية في ظل التخلف واللإستبداد لا بد أن تتجه في غالبيتها نحو الفكر الديني وترى فيه خلاصها وقد عزز هذه التوجهات الواقع التعليمي والبنية الثقافية المتواضعة وإنتشار الأمية الأبجدية والثقافية في أوساط أغلبية من المواطنين، لن تستطيع الدول أن تستعيد قدرتها على الإصلاح والبناء الحضاري دون أن يعالجوا مواضع الخلل في ثقافتهم.
لقد بات النهوض الثقافي مهما في الحياة العربية حيث لايوجد مكان للمتقاعسين عن دروب التحضر والتوافق مع مستلزمات الحضارة الإنسانية التي تعتمد على المنطق والعقلانية وفلسفة الإبداع والخلق ولا بد أن يواكب هذا التطور في البنية الثقافية، كذلك لا بد أن تشجع القوى السياسية لتبني قيم جديدة بعيدة عن العصبيات الطائفية أو القبلية وتعتمد قيم الولاء الوطني.