غناء الطفل في إطار فعاليات الدورة 28 للمهرجان الصيفي بوادي الليل
يحمل الطفل بين ثنايا نفسه جملة من المشاعر والعواطف وتسكنه حدائق ملونة من الأزهار والطيور المغردة وتستجيب هذه المشاعر للمثيرات من حوله بشكل مباشر كما تظهر بشكل عفوي بالحركة او بالضحك والبكاء ويعتبر الأدب الذي يقدم له من أكثر القنوات التي تمكننا من مخاطبة هذه النفس الشفافة وتؤثر في نموها الإنفعالي.
ومن خلال هذا الأدب نستطيع إيصال ما نبتغي إيصاله من قيم وأفكار بالطريقة التي يستهويها ويحبها الطفل ومن هنا يأخذ أدب الطفل أهميته في تكوين وبناء الشخصية المتوازنة له ويتخذ هذا الأدب أساليب متعددة كالغناء والشعر والقصة والمسرح وهو بذلك لا يختلف عن أدب الكبار في أنواعه إنما الإختلاف يكمن في المضمون والأسلوب فعندما يحمل هذا الأدب القيمة الإنسانية السامية و المضمون الهادف .
يجب أن يكون مقرونا بالأسلوب المبسط والخالي من التعقيد والغموض ليكون منسجما مع نوازع الطفل وميوله الأصلية وليكون قادرا على إطلاق الحمائم التي تقبع في أعماقه وتحرر الطاقات الكامنة فيه والغناء بوصفه فطرة إنسانية مارسها منذ بداياته وإن كان بالتصفيق أو بالنواح مثلا، يحرك الأحاسيس الراكدة ويمنحها التجدد والإنطلاق ثم إنه يمنعها من التعثر بمكالب الكبت والتقوقع .
لا بد لنا من إدراك مدى أهمية هذا النوع من الأدب وإختيار السائق الذي يحلق بالطفل في فضاءات شاسعة بعيدا عن حواجز التلقين المكرس وعن عثرات الطرق التقليدية في حشو أدمغة الأطفال بالنصائح المعلبة والتوجيه الجاهز ليمكن لنا دخول عالمهم المليء باللا حدود بنغمات موسيقية مبسطة تملك ذلك السحر الخاص في محاكاة الطفل ودغدغة أحاسيسه وإيقاظ نواحي الجمال والخير والمحبة في نفسه فيتمايل على إيقاعها كالغصن الغض عندما تداعبه نسمات الربيع المنعشة، كما أنه لا بد أن تمتاز كلمات الأغاني بالعذوبة والسلاسة لتكون أقرب من نفس الطفل وإن إستعصت عليه معاني بعض الكلمات وأن يدرك الشاعر مدى أهمية الكلمة وضرورة تخطي حواجز الرتابة في كلماته وأن يمنحها إحساسا مرهفا لتنساب برقة الينابيع فيغرف الطفل منها ما يشاء.
كل الشكر والتقدير لمدير المهرجان السيد “وليد بن عرفة” والجمعية الثقافية السينماتوغرافية “عتيق” وكل الحب لأهالي وادي الليل
بقلم الكاتبة : يسر النوالي