مقالات مشابهة

دورة تدريبية ناجحة حول “أدوات وتقنيات التوتر قبل الامتحانات” من تأثيث الكوتش منيا جوبير

‏أسبوع واحد مضت

نجاح باهر للندوة الثقافية بوادي الليل الذي نظمته الجمعية الثقافية السينماتوغرافية عتيق وجمعية الشريك الفاعل بالشراكة مع دار الثقافة وادي الليل

‏4 أسابيع مضت

عودة بالفيديو على سهرة الإختتام لتظاهرة 🎬رمضانيات السينما بوادي الليل 🌙✨🎬تحت شعار “تجمعنا السينما التونسية”

23 مارس 2025

باب الأدب : في سوسيولوجية البخل عند الجاحظ

ظهر البخل قبل الإسلام عند أفراد أو مجموعات منعزلة عن سياقها الاجتماعي الموسع دون أن يتبلور وفق ايديولوجية واضحة المعالم ، فالبخل قبل عصر الجاحظ لم يستطع ” أن يتجاوز قيم البداوة و أن يتميز عن المجموعة و يجاهر بعدائه لقيمها و أخلاقها” لكن تطور بنية المجتمع العربي الاسلامي في العصر الوسيط و انتقال مركز الحياة العربية من البادية إلى المدينة بعد تتالي الفتوحات و اتساع الرقعة الجغرافية للدولة العربية الاسلامية قد ساهم في تغير القيم الاجتماعية ، وقد مثلت كل من البصرة و مرو أهم مدينتين حظيتا باهتمام الدولة أنذاك لدورهما الكبير في استقطاب العديد من الأجناس من المسلمين و غيرهم للاستقرار بها وهو ما عزز دورهما في تأسيس علاقات إنسانية و سلوكات اجتماعية.

و لعل الطابع الاقتصادي المهيمن لهاتان المدينتين قد هيأ الأرضية منذ القرن الثاني الهجرة لإفراز هذه التحولات نتيجة تكدس الثروة عند فئة من المجتمع (التجار) على حساب أهل البادية و الفئات المهمشة و نمو الروح الفردية على حساب المجموعة فتفككت الطبقات الاجتماعية لتنشأ على أنقاضها طبقات اجتماعية جديدة ذات نفوذ اقتصادي و اجتماعي وهو ما سارع في سقوط النظام البدوي بكل أسسه و قيمه و تكالب الأفراد على الثروة و جمع الأموال ، فلم يعد المال وسيلة بل تحول إلى غاية في ذاته و أصبح مضربا للأمثال و الأقوال الشهيرة “.