هي ظاهرة فريدة غير مسبوقة نزعم أنها تخص عصرنا الحالي وحده ؟ فقد عرف أجدادنا جانبا واحدا من العلم وهو فوائده الإيجابية وبذلك وجدنا في العلم بأشكاله المتعددة المساهم الأول في بناء وإقامة أغلب الحضارات العظيمة التي عرفها التاريخ البشري في مسيرته وهو ما صب بشكل مباشر و غير مباشر في محاولات تحسين ظروف الحياة اليومية والصحية لملايين البشر هكذا تتجلى المساهمة الإيجابية للعلم من تاريخ البشرية ويصبح من السهل على الملاحظ أن يربط بين صعود منحنى الإكتشافات العلمية وبين صعود منحى مستوى الحياة اليومية البشرية ومن هنا ترسخت في أذهاننا فكرة فوائد العلم على مر العصور من التاريخ إلا أن الأمور لم تظل على هذه الحال في عصرنا الحالي بل لقد ظهر جانبا آخر جديد من العلم بعد أن ظل خافيا عن أعين الملاحظين في العصور السابقة وهذا الجانب سلبيات العلم ومخاطره وكأنما بعد أن تأكدنا أن للعلم إيجابيات إستكثرنا فيه وأفرطنا في اللجوء إليه فإنكشف الوجه الآخر ففي عصرنا الحالي إتضح أن العلم هو مساهم في كثير من الرذائل التي شهدها عصرنا وحده دون العصور السابقة فهناك القنبلة النووية والأسلحة الكيميائية وأجهزة التنصت….
ولكن هل العلم هو المسؤول حقا عن هذه الرذائل ؟ أم أن تجريم العلم ما إلا محاولة لتبرئتنا نحن من كل مسؤولية ؟