قد يكون السؤال على بساطته، علامة إستفهام صعبة الإجابة لكن بساطة الإجابة تعني أن الكتابة نوع ولون من التعبير عن الذات أي أننا نعبر عن ذواتنا بالكتابة ولعل من أعظم الصور التي يتجلى فيها الحس الجمالي بالعالم هي الكتابة، نحن نكتب لنقول ما يختمر داخل النفس من حس جمالي بالأشياء نحن نكتب لنحيا بالكتابة نحن نكتب لنحيا مع الكتابة نحن نكتب لنحيا من الكتابة فالكتابة حياة ولا تأتي الكتابة إلا عندما نختار لحظتها وهي لحظة البوح أو لحظة الفضفضة أو لحظة الولادة ولادة المعاني التي تظل تضطرم داخل النفس والعقل حتى تعلن عن رغبتها في الخروج للعالم ونحن نكتب لنعكس رؤيتنا تجاه ما يدور حولنا لنوضح درجة تفاعلنا مع ما يحيط بنا من خلال منظور إنساني، وفي إطار موضوعي .
ففائدة الكتابة أننا نعبر عن ذواتنا وعما يدور حولنا، فالكتابة فن والمعروف أن الفن في جوهره تمرد وإختراق للسياق المألوف وقد أدرك الإنسان هذا الدور الثوري للفن حتى في أقصى حالات المحاكاة للواقع ويتفق علم الإجتماع الأدبي على أن الخالق الأدبي لا يقل أهمية عن الخالق الإجتماعي بل يفوقه بمراحل بحكم حساسيته المرهفة وقدرته على إلتقاط جزيئات الحياة الإجتماعية وتشريح نفسيات الأفراد وإنعكاساتها على القيم والسلوك و التوجهات وقد أدرك القرءان الكريم دور القصة في إثارة الوجدان وتحريك المشاعر وجذب إنتباه القارىء والسامع فجعلهاإحدى الوسائل في تحقيق غاياته من إثبات الوحي وتأصيل الدعوة الإسلامية والمعروف أن الحس الجمالي بالعالم هو التضامن الوحيد لإمكانية التوافق النفسي مع الطبيعة . نحن نكتب لتحريك الوجدان وتبادل المعرفة .