الاقبال على الحياة في أشعار الشابي بقلم الأستاذة : ألفة الورغي
كانت أشعار الشابي انعكاسا لفكره وواقعه، رغم أنها ضجت بهواجس نفسه المليئة ألما و حزنا نتيجة معاناة البلاد التونسية من وطأة الاستعمار الفرنسي و ممارساته الوحشية في حق الشعب التونسي من قتل و عنف و استنزاف للثروات الوطنية ….لكنه اتخذ من الشعر منارة لبث الأمل و التفاؤل بمستقبل افضل من خلال توظيف معجم الطبيعة فهو يرى أن الخالق قد سخر الكون و أصبغ عليه مظاهر الجمال المتنوعة ليحث الإنسان على الاستمتاع بها و التأمل في عناصرها بعين العاقل الذي يدرك أن الكون بما فيه يحمل رسالة إرشاد للإنسان حتى ينجح في تعمير الكون على الوجه الأكمل و يتمكن من الصمود في وجه الازمات التي ستواجهه في مسار حياته وهو ما نلمسه في ديوانه أغاني الحياة (منشورات الدار التونسية للنشر) و تمثل قصيدة ” جمال الحياة “(ص 32) إحدى قصائده التي تتغنى بجمال الكون في قوله:
سرت في الروض ، وقد…لاحت تباشير الصباح
و جناح الفجر يومي …نحو ربات الجناح
و الدجى يسعى رويدا….سعي غيداء ، رداح
و المتأمل في أشعار الشابي يدرك عمق البعد النضالي فيها و ما توظيف معجم الطبيعة و الدعوة إلى الإقبال على الحياة إلا استنهاض لهمم الشعوب على تعلم أصول الكفاح و الصمود في وجه الاستعمار و التشبث بالحياة في أحلك ازماتها فمن لا يحب صعود الجبال …يعش أبد الدهر بين الحفر ، و هي رسالة واضحة المعالم لكل شعوب العالم المضطهدة بالدفاع عن حقها في الحرية و الاستقلال و التمسك بحقها في حياة كريمة .