إن محك الثقافة هو أن تحول أنوارها إلى معارف مشتركة وما ننادي به من شغف بالحياة. إنما يتحدد الشغف المتعطش للعدالة والمساواة والتحرر من كل مكبلات الروح الإجتماعية تلك التي يحاول البعض تأبيدها في أسر أغلال الماضي. الثقافة كمفهوم ليست نسقا نمطيا أحاديا لهذا تتعدد الثقافات داخل المجتمع الواحد كما تتعدد المجتمعات في نطاق الثقافة الواحدة ومن داخلها يمكن تمييز ثقافات عدة وحتى داخل المجتمع الواحد يمكن تمييز جمع من مجتمعات تختلف وتتمايز، تأتلف وتتنافر تتصارع وتتحد.
تتنافس ولكنها في تحاورها وتجاورها تخلق آليات تعايشها فلم تعد الثقافة الواحدة واحدة ولا المجتمع الواحد واحدا في إطار الإقليم الجغرافي أو الدولة أو الجهة أو الأمة فإن الأحكام المسبقة والتصورات الذهنية المجردة تشكل مساهما أول في تشويه الظواهر الإجتماعية على إمتداد المجتمعات البشرية ليس صراع الأبعاد الثقافية المختلفة فحسب بل وصراع المعارف والثقافة والأفكار المتوالدة منها حتى داخل البلد الواحد أو المجتمع الواحد و على الرغم من إشكاليات الصراع القائم بين الثقافات بل وداخل الثقافة الواحدة وعلى اي حال فالحضارة البشرية واحدة وإن تنوعت وتعددت ثقافاتها.