عندما تترك الكلمات تبدأ الموسيقى هذا القول يلقي الضوء على عمق العلاقة بين الموسيقى والعواطف الإنسانية، الموسيقى ليست مجرد أصوات ونغمات، بل هي لغة تعبيرية تستطيع أن تستحضر وتثير المشاعر بطريقة قوية وفريدة، في الواقع، هناك تشابه كبير بين قدرة الموسيقى على إثارة العواطف والتأثير العميق الذي يمكن أن يحدثه البكاء. عندما نسمع لحنًا جميلًا أو موسيقى مؤثرة، فإنها تعبّر عن مشاعرنا وتستحضر ذكرياتنا وأحاسيسنا. بالطبع، البكاء هو تعبير مباشر عن الحزن أو الفرح، ولكن الموسيقى تقوم بنفس الدور بتقديم رسالة عاطفية بدون الحاجة إلى كلمات. نيتشه أشار إلى أهمية الموسيقى بقوله “لولا الموسيقى لكانت الحياة غلطة”. هذا ليس تقييمًا فقط للموسيقى بل هو تأكيد على أن الموسيقى تعزز وتثري حياتنا إذا كنا نتخيل عالمًا بلا موسيقى، سيكون ذلك عالمًا فقيرًا عاطفيًا، حيث نفتقد إلى وسيلة قوية للتعبير عن مشاعرنا وفهم عواطف الآخرين .